تنمية المكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري المعاصر
سامية أحمد فرغلي عين شمس أصول التربية الماجستير 2005
ملخص الدراسة:
من خلال اطلاع الباحثة على بعض الأدبيات والدراسات التي تناولت المعلم من زوايا مختلفة، تبين أن المكانة المهنية للمعلم لم تحظ بالاهتمام لتغطية أبعاد الموضوع رغم أهميته فمهنة المعلم تؤثر بشكل بالغ الخطورة في العملية التعليمية، وقضايا المعلم ليست بمعزل عن السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي للمجتمع المصري، بالإضافة إلى البعد التربوي، فشعور المعلم بمكانته لمن أهم العوامل المؤثرة في إنتاجيته لأنه يسمح برفع الكفاءة الداخلية بالمدرسة وأيضاً الخارجية خارج النظام التربوي من خلال مشاركته في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية باعتباره أهم رأس مال بشري في الشريحة المجتمعية ورغم ذلك فهناك مؤشرات تدلل على اهتزاز المكانة المهنية للمعلم مقارنة بالمهن الأخرى، لذا تحاول الدراسة الراهنة الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:
ما السبيل إلى تنمية المكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري المعاصر ؟
ويتفرع من هذا السؤال عدة أسئلة هي:
س1: ما التحليل النظري لمفهوم المكانة المهنية للمعلم؟
س2: ما الأبعاد الاجتماعية والتربوية للمكانة المهنية للمعلم؟
س3: ما وقع المكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري المعاصر مقارنة بتوزيع المهن الأخرى ؟
س4: كيف يمكن تنمية المكانة المهنية للمعلم في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة في مصر ؟
أهمية الدراسة:
- إن الدراسة الحالية تحاول إلقاء الضوء على المكانة المهنية للمعلم باعتباره إحدى المجالات الدراسية التي لم تحظ بالاهتمام لتغطية عناصره.
- إن تنمية المكانة المهنية للمعلم تأتي في قلب جهود تطوير التعليم باعتبار المعلم ركيزة العملية التعليمية.
- إن الدراسة الحالية قد تساعد القائمين على مهنة التعليم في إعادة النظر نحو نظم إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة والوقوف على أهم مشكلات العملية التعليمية والتشريعات والقرارات التي أصدرت لرفع مستوى المعلم مهنياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً.
- إن موضوع الدراسة الحالية يقترح الاهتمام به لأنه يفتح مجالاً خصباً أمام الباحثين الجدد للخوض فيه على مستوى البحوث المستقبلية القادمة بكافة أنواعها.
أهداف الدراسة:
1- التعرف على التحليل النظري لمفهوم المكانة المهنية للمعلم وعلاقته بالمفاهيم الأخرى التي تتشابك معه كالدور، والهيبة، والطبقة وغيرها.
2- الوقوف على الأبعاد الاجتماعية والتربوية المؤثرة على المكانة المهنية للمعلم داخل مجتمعه المصري المعاصر لتنمية هذه المكانة.
3- التعرف على المكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري، وتحديد مركزها وأوجه التمايز بينها وبين المهن الأخرى في هرمية التوزيع بسلم التقدير الاجتماعي.
4- انطلاقاً من أن التعليم مشروع مصر القومي، تحاول الباحثة تقديم بعض المقترحات يمكن من خلالها رفع مكانة هذه المهنة لينعكس ذلك على كفاءة العمل التعليمي وقوته.
مصطلحات الدراسة:
المكانة المهنية للمعلم Teacher’s Professional Status
في محاولة للباحثة لوضع تعريف للمكانة المهنية للمعلم حتى يتسنى قياسه في الدراسة الميدانية، فالمكانة المهنية تشير إلى موقع المعلم في النسق الاجتماعي والتربوي والتوقعات المتبادلة بينه وبين باقي المهن المختلفة داخل المجتمع مع الأخذ في الاعتبار ارتباط مهنة التعليم بالمتغيرات النظرية البيداجوجية والمعرفة المترابطة والمتميزة التي يمتهنها داخل المؤسسات التعليمية.
منهج وأدوات الدراسة:
نظراً للطبيعة الخاصة بموضوع الدراسة والتي اهتمت بقياس المكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري لذا استندت إلى أدوات مناسبة يتيحها المنهج الوصفي وفي مقدمتها:
1- الاستبانة: كأداة لقياس مكانة المعلم، وترتيب هذه المكانة بين مهن المجتمع الأخرى، وقد طبقت هذه الأداة على عينة من المعلمين – الأطباء – المهندسين – التجاريين – الجمهور العام.
2- تحليل بريد الأهرام خلال شهر فبراير لعام 2005 إلى جانب تحليل بعض جرائم ومخالفات المعلمين والصور الكاريكاتيرية في الصحف والمجلات المصرية.
خطوات الدراسة :
- انتظمت الدراسة الراهنة وفق خمس فصول تم توزيعها كالتالي:
- تناول الفصل الأول: الإطار العام لموضوع الدراسة.
- وتناول الفصل الثاني: معالجة الأبعاد الاجتماعية والتربوية لتحديد مفهوم المكانة المهنية من خلال فك الارتباط بين مفهوم المكانة والمفاهيم المرتبطة به، ووضع مفهوم إجرائي للمكانة المهنية للمعلم، ثم اختيار منهج وأدوات لدراسة المفهوم يتناسب والمؤشرات الإجرائية لقياس مفهوم الدراسة.
- وتناول الفصل الثالث: التحليل النظري للمكانة المهنية للمعلم في المجتمع المصري المعاصر من خلال تحديد القوى والعوامل المجتمعية وانعكاسها على هذه المكانة، ورصد التقدير الاجتماعي للمعلم في وسائل الإعلام، ثم معرفة الصعوبات التي تواجه الارتقاء بمهنة التعليم في مصر.
- وتناول الفصل الرابع: الدراسة الميدانية وذلك من خلال تطبيق الاستبانة لقياس المكانة المهنية للمعلم، وناقشت الاستبانة ثمان محاور هي:
1- وعي الجمهور بأهمية مهنة التعليم في مصر.
2- الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بمهنة التعليم.
3- المعلم وسياسات التعليم الرسمية للدولة.
4- الأبعاد الاقتصادية المرتبطة بمهنة التعليم.
5- الأبعاد الثقافية المرتبطة بمهنة التعليم.
6- أبعاد مرتبطة بالتعليم تخص المهنة ذاتها.
7- التقدير الاجتماعي للمعلم.
8- عوامل الارتقاء بمكانة مهنة التعليم.
- وتناول الفصل الخامس: عرض نتائج الدراسة وتفسيرها وتقديم مقترحات الدراسة وكانت أهم نتائج الدراسة كما تشير إليها الاستجابات الموجودة بالجداول ما يلي:
1- بالنسبة للمعلمين:
- وعي المعلمين لضرورة التعليم في مصر، وبالرغم من ذلك رفضهم لأن يتوارث أبنائهم مهنة التعليم.
- ضعف راتب المعلم جعله في منزلة أقل من المهن الأخرى.
- ضعف مشاركة المعلم في القضايا السياسية، وضعف دور نقابة المهن التعليمية في وضع السياسة التعليمية.
- وسائل الإعلام تبالغ في الاستهانة بكرامة المعلم من خلال صور الكاريكاتير والمخالفات المتعددة.
- يتمتع معلمو اللغات والمواد العلمية بمكانة أعلى من معلمي التخصصات الأخرى.
- أهمية الاعتراف الاجتماعي بمهنة التعليم كمهنة تساوي المهن الأخرى.
- يعد متغير سنوات الخبرة، ومتغير المؤهل التربوي مؤشراً للأبعاد الاجتماعية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير السن، والمؤهل التربوي، ونوع المدرس، والمرحلة التدريسية، والجنس، وسنوات الخبرة مؤشراً للأبعاد الاقتصادية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير السن، والمؤهل التربوي، ونوع المدرس، والمرحلة التدريسية، والجنس، وسنوات الخبرة مؤشراً للأبعاد الثقافية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير المؤهل التربوي، وسنوات الخبرة مؤشراً للأبعاد المرتبطة بالتعليم تخص المهنة ذاتها.
- يعد متغير سنوات الخبرة، ونوع المدرسة، والمؤهل التربوي، والحالة الاجتماعية مؤشراً للتقدير الاجتماعي للمعلم.
- يعد متغير السن، ونوع المدرسة، والمؤهل التربوي، ونوع المرحلة التدريسية، وسنوات الخبرة مؤشراً لعوامل الارتقاء بمكانة مهنة التعليم.
وتشير النتائج الإجمالية إلى: أن هناك تباين في مكانة المعلم وفقاً لتخصصه داخل المدرسة حيث حظى معلمو اللغات على المكانة الأولى يليه معلم الرياضيات، بينما حظى معلمو النشاط على المراتب الأخيرة.
- وأيضا حظى ترتيب مكانة المعلم بين المهن والحرف الأخرى في المجتمع المصري على الترتيب الخامس، بينما كان الترتيب الأول للطبيب والأخير للعامل.
- يعد اختلاف متغير المؤهل التربوي يؤثر في التنبؤ بالمكانة المهنية للمعلم ومؤشراً لها.
2- بالنسبة لغير المعلمين:
- للجمهور العام وأصحاب المهن المختلفة وعي بضرورة التعليم، رغم ذلك لا يفضلون أن يصبح أحد أبنائهم معلماً في المستقبل.
- يرى الجمهور أن الدروس الخصوصية طريق غير شرعي لزيادة دخل المعلم.
- يمكن الاستغناء عن المعلم بالكتاب الخارجي حيث أن المعلم يهتم بتلقين الدروس فقط للتلاميذ.
- يهتم الرأي العام اهتماماً ضعيفاً بقضايا المعلم.
- مهنة التعليم مهنة من لا مهنة له لذا فالمعلم لا يحظ بمكانة متميزة بين المهن الأخرى.
- يعد حلف اليمين من بين أهم عوامل الارتقاء بمكانة مهنة التعليم.
- يعد متغير المهنة، والمؤهل، والحالة الاجتماعية، والسن مؤشراً لوعي الجمهور بأهمية مهنة التعليم في مصر.
- يعد متغير المؤهل، والمهنة، ومكان الإقامة، والسن مؤشراً للأبعاد الاجتماعية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير المؤهل، والحالة الاجتماعية، والمهنة مؤشراً للمعلم وسياسات التعليم الرسمية للدولة.
- يعد متغير المؤهل، والحالة الاجتماعية، والمهنة مؤشراً للأبعاد الاقتصادية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير المهنة، والمؤهل، والحالة الاجتماعية، ومكان الإقامة مؤشراً للأبعاد الثقافية المرتبطة بمهنة التعليم.
- يعد متغير المهنة، والمؤهل، ومكان الإقامة، والسن مؤشراً للأبعاد المرتبطة بالتعليم تخص المهنة ذاتها.
- يعد متغير المؤهل، والمهنة مؤشراً للتقدير الاجتماعي للمعلم.
- يعد متغير المهنة، والمؤهل، والجنس، والحالة الاجتماعية مؤشراً لعوامل الارتقاء بمكانة مهنة التعليم.
وتشير النتائج الإجمالية إلى: أن هناك تباين في مكانة المعلم وفقاً لتخصصه داخل المدرسة حيث حظى معلمو العلوم على المكانة الأولى يليه معلم الرياضيات، بينما حظى معلمو النشاط على المراتب الأخيرة.
- وأيضا حظى ترتيب مكانة المعلم بين المهن والحرف الأخرى في المجتمع المصري على الترتيب الثامن، بينما كان الترتيب الأول للطبيب والأخير للخفير.
- يعد اختلاف متغير المهنة، ومتغير المؤهل يؤثر في التنبؤ بالمكانة المهنية للمعلم ومؤشراً لها.
بيانات الكاتب
