الطرق الحديثة فــــي جــراحات الانكـسار الـضوئـي لعلاج طــول الـنظـر
أيمان توفيق سامي عين شمس الطب جراحة العيون الماجستير 2004
ملخص الدراسة:
إن السعي لتصحيح عيب طول النظر بجراحات الانكسار الضوئي كان ومازال يمثل تحديا كبيرا . هناك عدة طرق جراحية انتشرت في الماضي ولم تجد نجاحا كبيرا بسبب صعوبات في التقنية ولظهور كثير من الأعراض الجانبية والمضاعفات.
فالجراحات التقليدية مثل جراحة نحت القرنية وجراحة التشريط السداسي للقرنية لم تجرى كثيرا بسبب عدم إمكانية التنبؤ بنتائجها وحدوث مضاعفات كثيرة مثل حدوث درجة عالية من الإستجماتزم، فالنتائج لم تكن مرضية. كذلك جراحة خرط القرنية نتائجها غير مستقرة على المدى البعيد وتسبب مضاعفات كثيرة مثل حدوث بروز بالقرنية .
أما جراحة التقويم الساخن للقرنية فقد وصفت منذ أكثر من مائة عام عندما أجرى لأنز تجربته على القرنية بالكي الساخن ( الكي الكهربائي ) لأطراف القرنية والتي تحث تحدبا للسطح الأمامي للقرنية. ثم ظهرت جراحة التقويم الساخن للقرنية بواسطة استخدام الهولميوم ليزر، فقد أظهرت الدراسات الإكلينيكية أنها جراحة واعدة وآمنة لعلاج طول النظر حتى 3 درجات.
ومن مميزات هذه الجراحة سهولة تحمل المرضى لهذا النوع من العلاج ، كذلك هو غير مكلف لهم. أيضا من مميزاته سهولة استخدامه بالإضافة إلى انه يمكن إعادة علاج طول النظر المتبقي بعد جراحات أولية أجريت بالتفوير الساخن للقرنية.
ولكن عدم استقرار النتائج الأولية إلا لوقت قصير بعد هذه الجراحة كان هو العيب المنتقد لهذه التقنية خاصة باستخدام التقويم الساخن الغير ملامس لسطح القرنية.
أما بالنسبة لجراحة نحت القرنية السطحي باستخدام ليزر الاكسيمر لعلاج طول النظر فقد أظهرت النتائج الأولية لهذه الجراحة وجود بعد الارتداد فى العلاج وعدم ثبات النتائج الأولية خلال الأشهر الأولى من الجراحة وحدوث استجماتيزم بعد هذه الجراحة وهذه الجراحة تعمل أفضل فى الدرجات الصغيرة لطول النظر وحتى أربع درجات ولكن بالنسبة لدرجات طول النظر الكبيرة فالنتائج كانت غير مرضية.
وفى عام 1990 أدخل باليكاريس النحت الداخلي للقرنية بليزر الإكسيمر وذلك من خلال التطور المستمر لفكرة نحت القرنية وأسماه الليزك
وقيمة النحت الداخلي للقرنية بليزر الإكسيمر "" الليزك"" تقع فى كونها تحافظ على الخلايا السطحية للقرنية مما يعرض المريض لنسبة أقل من الإحساس بالألم واسترداد أسرع للنظر عن جراحة نحت القرنية السطحي باستخدام ليزر الأكسيمر. ولذلك فجراحة الليزك تتميز بتوقع نتائجها وبثباتها وفاعليتها وامانها بالمقارنة بجراحة نحت القرنية السطحي باستخدام ليزر الاكسيمر وبالأخص فى حالات الدرجات الكبيرة لطول النظر لأكثر من ثلاثة درجات وحتى ستة درجات وهذا يجعل جراحة الليزك الاختيار الأول ومحل إقبال كبير لمعظم المرضى. أما فى الدرجات الكبرى من طول النظر أكثرمن ست درجات فتقل هذة الفاعلية والكفاءة وهذا الثبات والأمان للنتائج وتزداد أعراض الزغللة وازدواج الرؤية خاصة فى الإضاءة الخافتة.
ولذلك تزداد الشكوك فى أن جراحة الليزك (وجراحات القرنية بشكل عام) هي الاختيار الأنسب للدرجات الكبرى من طول النظر حيث أن ذلك يحتاج إلى نحت أعمق فى سمك القرنية ولذلك يجب قياس سمك القرنية بدقة ومراعاة ذلك فى جراحات القرنية.
أما بالنسبة لاصلاح طول النظر أكثر من أربع درجات فتعد جراحة إزالة العدسة البلورية الشفافة وزرع عدسة صناعية داخل العين حل بديل وأمثل فى السن الأكبر من العمر للمريض وهى تمثل جراحة آمنة ذات كفاءة عالية ونتائج مرضية وتتميز بثبات هذه النتائج ولكنها تحمل عيوب الجراحات داخل العين مثل الالتهاب الصديدي داخل العين أو الارتشاحات بمقولة العين أو الانفصال الشبكي.
أيضا هناك صعوبة فى تحديد قوة العدسة الصناعية المزروعة داخل العين خاصة فى حالات طول النظر الشديد حيث الحجم الصغير للعين واحتمالية الاحتياج لزرع اكثر من عدسة داخل العين أو الاحتياج لاستكمال إصلاح عيب طول النظر الشديد بجراحات القرنية أيضا فى هذه الحالات، كما أن فى السن الصغيرة فقدان العدسة البلورية تفقد العين قدرتها على تغيير قوتها التحدبية.
وفى المستقبل زرع عدسة إضافية داخل العين سوف تكون الجراحة المثلى لأنها لا تؤثر على مقدرة العين على تغيير قوتها التحدبية كما أنها تتجنب جراحات القرنية وعيوب هذه الجراحات وتضمن ثبات أعلى لنتائج هذه الجراحات على مدى أطول.
ولوقتنا هذا لا توجد جراحة مثلى ذات اختيار أوحد تصحح الدرجات العالية لطول النظر ولا تؤثر على مقدرة العين على تغيير قوتها التحدبية ولا تتطلب زرع أكثر من عدسة داخل العين وتمنح استرداد أسرع لحدة الإبصار واحساس أقل بالألم .
لذلك يمكن مناقشة أفضل السبل الجراحية الحديثة المتاحة لعلاج طول النظر حسب سن المريض ودرجة العيب الانكسارى والخواص المميزة للعين بأحدث التقنيات المتاحة حاليا والطرق المناسبة لكل حالة.
بيانات الكاتب
