المناظر المسيحية على التحف والمخطوطات في العصر الأيوبي
شيماء محمد عبد الرافع محمد شرف الدين عين شمس الآداب الآثار الإسلامية الماجستير 2008
ملخص الدراسة:
ظلت صناعة التحف المعدنية وزخارفها في العصر الأيوبي تسير وفقاً للأساليب الصناعية التي شاعت في كل من مصر وبلاد الشام تحت حكم الفاطميين الذين حكموا البلاد أكثر من مائتي عام، كما شاع في العصر الأيوبي أيضا استخدام أسلوب جديد في زخرفة التحف المعدنية عرف لأول مرة هو أسلوب التكفيت أو التنزيل، وهي لفظة فارسية بمعنى الدق، وكان يتم عن طريق حفر العناصر الزخرفية فوق سطح الأواني المعدنية حفرا غائرا ثم تملا الأجزاء المحفورة بمادة أغلى قيمة من المادة المصنوعة منها التحف، كالذهب أو الفضة أو النحاس الأحمر .
وهذه الطريقة لم تكن مألوفة قبل العصر الأيوبي في مصر وذلك استنادا إلى التحف التي وصلت إلينا، ومن المؤكد أن التكفيت عرف لأول مرة في إيران، ومنها انتشر في سائر أنحاء العالم الإسلامي، خاصة بعد أن هاجر صناع التحف المعدنية منها إلى العراق إثر غارة المغول عليها، واستقروا في إقليم الموصل حيث مارسوا هذه الصناعة وتقدموا فيها تقدماً عظيماً، بيد أن غارات المغول قد امتدت بدورها إلى العراق، فهاجر هؤلاء الصناع إلى شمال الشام ومصر، وتفرقوا في أماكن شتى من العالم الإسلامي، ونشروا أسرار هذا الأسلوب الصناعي الجديد الذي أتقنه وأجاده الصناع في مصر وبلاد الشام بدليل كثرة ما وصلنا من التحف المعدنية المكتفة التي صنعت في العصر الأيوبي .
وينسب للعصر الأيوبي مجموعة من التحف المعدنية المكفتة إما بالذهب أو الفضة أو بكلا المعدنين، وهذه التحف تمتاز بأنها تحمل صوراً لمناظر دينية مسيحية، ومن المعروف لدينا حتى الآن من هذه التحف ثمانية عشرة قطعة معدنية، وقد تنوعت أشكال هذه التحف، وهي كالاتي:
1- زمزمية محفوظة بمتحف الفرير جاليري بواشنطن.
2- طست يحمل اسم الملك الصالح نجم الدين أيوب وهو محفوظ بمتحف الفرير جاليري بواشنطن.
3- كأس محفوظ بالمتحف التركي بإسطنبول.
4- شمعدان يحمل توقيع صانعه داود بن سلامة الموصلي وهو محفوظ بمتحف الفنون الزخرفية بباريس.
5- رقبة شمعدان محفوظة بمتحف مونتريال.
6- صينية تحمل اسم الصالح نجم الدين أيوب محفوظة بمتحف اللوفر.
7- صينية محفوظة بمتحف الإيرميتاج.
8- صينية غير معروف مكانها الآن، ولدينا صورتها فقط.
9- علبة محفوظة بمتحف المتروبوليتان.
10- علبة محفوظة بمتحف فيكتوريا وألبرت.
11- علبة محفوظة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
12- أبريق محفوظ بمتحف الفنون الزخرفية بباريس.
13- إبريق محفوظ بمتحف الفن الإسلامي ببرلين.
14- إبريق يحمل توقيع أحمد الذكي النقاش بهامبورج.
15- مبخرة محفوظة بالمتحف البريطاني بلندن.
16- - مبخرة محفوظة في برلين.
17- مبخرة محفوظة بالمتحف الملكي بإيدنبرج (اسكتلنده).
18 - مبخرة بمتحف الفن بكليفلاند.
وتفصيل زخارف هذه التحف كما يلي:
1- زمزمية الفرير جاليري
المادة:
نحاس مكفت بالفضة.
التاريخ:
ترجع تاريخها فيما بين عامي 628هـ-638هـ/ 1230م-1240م.
مكان الحفظ: متحف الفرير جاليري بواشنطن، تحت رقم سجل 41-10.
مكان الصناعة: سوريا .
التوصيف الزخرفي:
هذه الزمزمية عبارة عن زجاجة كبيرة تستخدم في الرحلات الطويلة، وهي تتميز بجودة الصنع وثراء الموضوعات التصويرية، وهي تشتمل على موضوعات مسيحية متنوعة، بخلاف الموضوعات الأخرى من مناظر للصيد وموضوعات من الحياة كالشراب وموسيقيين يعزفون، وهذا بجانب الزخارف الكتابية والنباتية .
التكوين العام لهذه الزمزمية عبارة عن جزء دائري، يحيط به جدار في الأجناب، ويتصل بالجدار الدائري رقبة تنتهي ببزبوز دائري، ولها مقبضان يتصلان بالرقبة والبدن (لوحة رقم 1).
وقد شغلت جميع مساحات هذه الزمزمية بزخارف متنوعة على وجهيها كما يلي:
أولاً: الوجه:
وتنقسم الزخرفة علي الجزء الدائري إلى دائرة مركزية يشغلها منظر السيدة العذراء تحمل المسيح الطفل، وتبدو جالسة على كرسي مرتفع ويحيط برأسها هالة، وبجانبيها يقف قديسان يظهر الأيمن كبير السن، أما الأيسر فنراه يبدو شاباً (لوحة رقم 10 ب).
بيانات الكاتب
