جرائم العنف في قرى صعيد مصر - دراسة اجتماعية أيكولوجية
أشرف مصطفى طلبه عبد الموجود عين شمس معهد الدراسات والبحوث البيئية العلوم الإنسانية دكتوراه 2008
ملخص الدراسة:-
تهدف الدراسة بصفة عامة إلى إلقاء الضوء من خلال رؤية وصفية تستخدم المنهجين الكمي والكيفي في التعرف على مدى تأثير ضغوط عناصر البناء الاجتماعي في انتشار جرائم العنف في قرى صعيد مصر، ومعرفة الأنماط المختلفة لجرائم العنف ووسائل تنفيذها والعوامل الدافعة إليها.
أهمية الدراسة
تكتسب تلك الدراسة أهميتها فى محاولة إثراء التراث السيكولوجي والأيكولوجى بموضوع جرائم العنف فى قرى صعيد مصر، حيث تتيح الدراسة الراهنة الفرصة لاستعراض الاتجاهات النظرية المختلفة فى تناولها للجريمة، حيث أن الجريمة بمختلف أنماطها تعد ظاهرة باثولوجية تهدد الاستقرار والأمن الاجتماعي، وذلك يساعد فى الوصول إلى تشخيص موضوعي للظاهرة، كما يساعد فى تحديد الوسائل اللازمة لعلاجها.
وقد تم تطبيق الدراسة الميدانية فى السجن العمومي بمحافظة أسيوط على جميع مرتكبي جرائم العنف من الذكور المودعين بالسجن والذين ينتمون بالميلاد والنشأة إلى الريف بمحافظات الصعيد وكان عددهم 196 مبحوثاً، وكذلك إجراء مقابلات مع ثمانية إخباريين، ثلاثة من قرية أولاد رائق مركز أسيوط- محافظة أسيوط، وثلاثة من قرية بنى حسين مركز أسيوط- محافظة أسيوط، ومدير السجن العمومي بمحافظة أسيوط، ورئيس مباحث مركز أسيوط، واشتملت الدراسة على أحدى عشر فصلاً .
أهم النتائج والتوصيات :
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها، أن جرائم القتل والشروع فيه من أكثر أنواع الجرائم انتشارا ""بين المبحوثين"" ثم تأتى جرائم السرقة بمختلف أنواعها: (السرقة بالإكراه- أو السرقة التقليدية) كانت منتشرة بنسبة كبيرة بين المبحوثين، ثم تأتى بعدها جريمة القتل العمد بغرض الثأر، كما أظهرت الدراسة أن الوسائل المستخدمة فى ارتكاب الجرائم هى الأسلحة النارية وخاصة فى جريمة القتل، والأسلحة البيضاء والعصى ، ولكن الأسلحة النارية هى الأكثر انتشاراً واستخداما فى عملية القتل والشروع فيه أكثر من غيرها؛ كما أوضحت النتائج أن النسق القرابى من العوامل الدافعة لارتكاب جرائم العنف فى قرى الصعيد وذلك عن طريق التحريض والتحفيز النفسى والاجتماعى لارتكاب الجريمة وخاصة جرائم الثأر فى المجتمع الصعيدى، فكان الوالدان والإخوة هم النسبة الأكبر فى التحريض على ارتكاب الثأر، ويأتى بعد ذلك أصدقاء السوء والأقارب للتحريض على جرائم السرقة والحرق والتسميم.
كما توصلت نتائج الدراسة إلى أن هؤلاء المبحوثين يعانون ظروفاً اقتصادية واجتماعية سيئة كانت وراء الزج بهم إلى غياهب السجون مرة أو مرتين وربما لن تكون هذه المرة هى الأخيرة، ويوصى الباحث بضرورة الاهتمام بدراسة ثقافات المجتمعات الريفية عامة والصعيدية بصفة خاصة.
بيانات الكاتب
