دور التصوير بالرنين المغناطيسي في تحديد مراحل تطور سرطان المثانة البولية
البير وليم عبده عين شمس الطب الأشعة التشخيصية الماجيستير 2002
ملخص الدراسة:-
يعتبر سرطان المثانة البولية واحداً من أكثر الأورام الخبيثة شيوعا في الجهاز البولي للذكور والإناث على حد السواء. ويحتل سرطان المثانة البولية المركز الرابع بين أكثر الأورام شيوعا فى الرجال بنسبة 6% من جميع السرطانات التي تصيب الرجال. أما فى الإناث فإنه يحتل المركز الثامن بنسبة 4% من جميع السرطانات التي تصيب الإناث.
وفى مصر يعتبر الوضع أكثر سوءا بسبب البلهارسيا حيث أنها ليست من الأمراض المتوطنة فى بلادنا فحسب ولكنها أيضا تعتبر من الأمراض القديمة جداً حيث تم اكتشافها فى المثانة البولية لمومياوات الفراعنة. وقد ارتبطت بلهارسيا المثانة مع سرطان المثانة الصدفي الشرس والغير الشائع. وهذا الارتباط ذكر فى العديد من الأعداد المختلفة التي نشرت فى مصر.
ومن العوامل المسببة لسرطان المثانة التعرض الوظيفي للكيماويات، وتدخين السجائر وشرب القهوة والمسكنات. وبعض مكسبات الطعم الصناعية، العدوى الطفيلية والبكتيرية، حصوات المثانة، ومعالجة أورام الحوض بالإشعاع، ومواد المعالجة الكيماوية بالسموم الخلوية.
ويعتمد القرار العلاجي الأول على طور الورم، إذا كان سطحي أو متغلغل والقرار العلاجي الثاني المبنى على أساس طور الورم يحدد المرضى المصابين بأورام متغلغلة الذين من الممكن شفائهم. لهذا الغرض استخدمت الأشعة المقطعية، والموجات فوق الصوتية، وتصوير الرنين المغناطيس لتقييم الانتشار الموضعي لأورام المثانة لتحديد إذا ما كان الورم محصور أو متوغل أو انبثاثي.
وبالرغم من أن الأشعة المقطعية تعتبر أداه ذات قيمة فإن تقارير عديدة أثبتت أن اليد العليا فى تشخيص سرطان المثانة البولية للرنين المغناطيسي. ومع ذلك فالأشعة المقطعية أكثر استخداما فى أغلب المراكز وذلك لتوافرها وتقنياتها الأكثر اعتيادا.
ويعتبر الرنين المغناطيسي تقنية جديدة لها مزايا عديدة. فعدم استخدام الأشعة المؤينة الممثلة فى الأشعة السينية يعتبر وقاية من أخطارها وخاصة فى حالات المتابعة المتكررة. وتعطى صور الرنين المغناطيسي مقاطع مستعرضة فى أي مستوى موفرة بذلك عرض افضل للمناطق ذات الصعوبة فى تصويرها بالطرق المعتادة خاصة قاعدة وقمة المثانة وتباين الأنسجة الرخوة أفضل بكثير بالرنين المغناطيسي. وعدم وجود إشارة لانسياب الدم يجعل الأوعية الدموية أكثر وضوحاً دون الحاجه لحقن صبغة بالوريد وكذلك يتيح التفرقة بينهما وبين الغدد الليمفاوية الصغيرة.
بالإضافة الى ذلك فإن كثافة الدلالة الناتجة عن الأورام بالتصوير بالرنين المغناطيسي تختلف عن الدلالة الناتجة بجدار المثانة الطبيعي مما يسمح بالتفرقة بينهم. ويقدم التباين الواضح للأنسجة بالرنين المغناطيسي عرض أفضل للمسارات الدهنية المحيطة بالمثانة، والبروستاتا، والحويصلات المنوية مقيماً بذلك مقدار تغلغل الورم ما بعد جدار المثانة.
و قد بُحث تصوير المثانة البولية بالرنين المغناطيسي بدرجة كبيرة وقد ارتكز أغلب ما نشر من تقارير على قدرة الرنين المغناطيسي فى تشخيص وتحديد مراحل تطور سرطان المثانة البولية وبذلك أُعتبر الرنين المغناطيسي أكثر دقة من الأشعة المقطعية.
و بشكل مجمل – يعتبر الرنين المغناطيسي وتحديد مراحل تطور المرض بالطرق الإكلينيكية متممان لبعضهما البعض. حيث أن الرنين المغناطيسي هو التقنية الأكثر دقة فى التفرقة بين المستويات المختلفة للسرطان المتوغل بالمثانة البولية وتقييم مقدار هذا التوغل الموضعي للورم. بينما يعتبر تحديد مراحل التطور بالطرق الإكلينيكية متضمنا الاستئصال الجزئي عبر مجرى البول هو التقنية المثلى للتفرقة بين الارتشاح الحاد والنسيج المتحببة والمراحل المختلفة للسرطانات السطحية بالمثانة البولية.
بيانات الكاتب
