تحليل الأخطاء الكتابية عند متعلمي اللغة العربية من الناطقين بالإنجليزية في المعاهد المصرية دراسة لغوية تقابلية

القاهرة محمد شوقي عباس القشاوي دار العلوم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية ماجستير 2009
"إن تعلم لغة الآخر من أهم وسائل التفاهم بين الشعوب؛ واللغة العربية من أكثر اللغات انتشارا وإقبالا على تعلمها، ولاسيما في الآونة الأخيرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث توجهت أنظار العالم أجمع إلى الشرق الأوسط؛ مصوبين إليه أصابع الاتهام بما أسموه الإرهاب، وهذا ما دعا العديد من الطلاب إلى اللجوء إلى فهم ثقافة المنطقة، ونظرًا لمعرفتهم بأن اللغة وعاء الثقافة فقد انكبوا على تعلم اللغة العربية ليكشفوا أسرار المنطقة التي كانت غائبة عنهم.
أدى ذلك إلى ازدياد المعاهد التي حملت على عاتقها رسالة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ـ ولكن ثمة عثرات واجهت هؤلاء الطلاب، وما زالت تواجههم في أثناء تعلمهم العربية.
وانطلاقًا من الرغبة في إيجاد حل للمشكلات التي تعوق متعلم اللغة العربية، والمساهمة في تقديم الدعم العلمي العملي للقائمين على إعداد وسائل تعليمية لهذا الغرض، جاء هذا البحث محاولا الإفادة من منهج التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء اللغوية التي يقع فيها طلاب العربية من الناطقين بالإنجليزية بصورة مطردة؛ معتمدًا على المنهج الوصفي في تحليل مادة البحث المجموعة من الدارسين في عدد من المعاهد المصرية؛ وذلك على الجانب المكتوب من اللغة لأن الكتابة من أكثر المهارات أهميةً بالنسبة للطلاب؛ حيث إنها تكشف حصيلة ما توصل إليه المتعلم من فهم نظام اللغة.
وقد كشفت الدراسة عن الصعوبات التي تتعرض لها تلك الفئة من الطلاب؛ وذلك عن طريق تعرف أخطائهم في التعبير الكتابي، لرصدها وتصنيفها وتفسيرها؛ ثم محاولة تقديم علاج لها.
وقد جاء البحث مشتملاً على مقدمة وفصول خمسٍ وخاتمة.
تناولت الدراسة في الفصل الأول قضية تحليل الأخطاء حيث عرض الباحث سريعًا مسألة الخطأ قديمًا وموقف القدامى من تفسير الأخطاء عند الناطقين بغير العربية، كما تناول قضية الأخطاء حديثًا مشيرًا إلى علم اللغة التطبيقي واتجاه التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء؛ من حيث النشأة والأهداف، كما تناول البحث جدوى استعمال التقابل اللغوي في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ مبينًا مفهوم الخطأ، وأنواعه، ومصادره، والهدف من تحليل الأخطاء، ومراحل التحليل.
وتناول الفصل الثاني تحليل الأخطاء الإملائية التي وردت في كتابات الطلاب عينة البحث، وصنفت تلك الأخطاء إلى أخطاء إملائية ترجع إلى قواعد الرسم الإملائي العربي، وأخطاء إملائية ترجع إلى التمثيل الكتابي للأخطاء النطقية للأصوات العربية، وثنى الباحث بأمثلة على كل صنف وما يتفرع عنه من فروع، وتلا الأمثلةَ الدراسةُ الإحصائية الموضَّحَة ببعض الرسوم البيانية، وبعد ذلك جاء التفسير والعلاج.
وفي الفصل الثالث تناولت الدراسة تحليل الأخطاء الصرفية مصنفة إلى أخطاء في بناء الأسماء، وأخطاء في بناء الأفعال، وأخرى في بناء المشتقات، ثم عرض الباحث أمثلة لتلك الأخطاء مردفة بالتفسير فالعلاج.
وتناول الفصل الرابع تحليل الأخطاء النحوية مصنفة إلى أخطاء في القرائن اللفظية: الاختيار والمطابقة والموقعية والإعراب، موزعة على القرائن المعنوية الإسناد والتبعية والتخصيص والنسبة، وتلا ذلك التصنيف أمثلة، أعقبتها دراسة إحصائية، ثم التفسير والعلاج.
والفصل الخامس تناول الأخطاء الدلالية التي صنفت إلى أخطاء في اختيار الكلمات المناسبة للسياق، وأخطاء في بنية الكلمة، وأخطاء في استخدام الكلمات غير العربية، وأخطاء في استخدام الكلمات العامية، وتأثير غموض هجاء بعض الكلمات على الدلالة.
وخُتِم البحث بتقديم أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة حيث شملت بعض النتائج الإحصائية واللغوية والاجتماعية التربوية.
وأخيرًا جاءت التوصيات العامة التي يرى الباحث فائدتها في علاج الأخطاء الكتابية التي يقع فيها الطلاب."
بيانات الكاتب
