الرئيسية | الملخصات الجامعية | الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى الأندلس من الفتح حتى سقوط الخلافة الأموية

الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى الأندلس من الفتح حتى سقوط الخلافة الأموية

حجم الخط: Decrease font Decrease font Enlarge font

انتصار عبد النبى عبد السلام لطيف عين شمـس البنـات التـاريـخ الماجستير 2005 433

  "يعتبر تناول الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى الأندلس من الموضوعات الهامة التى تشغل جانباً لا غنى عنه عند دراسة الحضارة الإسلامية الأندلسية. فقد كان لهذه الحياة فضل كبير فى صنع نهضة الأندلس الاقتصادية وتكوينها الاجتماعي. ولهذا فهى تعد ـ بحق ـمساعداً قيماً فى دراسة تاريخ الأندلس الحضاري.

 

   وهناك بعض الدراسات التى تناولت هذا الموضوع ولكنها كانت مقتصرة على مدينة بعينها، أو التحدث عن الحياة الاجتماعية فى القرن الرابع الهجرى فقط. أو الحديث عن النشاط الاقتصادى فى عصر الإمارة . وقد اخترت هذا الموضوع بوجه خاص كي أسهم ـ ولو بقدر ضئيل ـ فى إبراز الدور الرائد للحضارة الإسلامية من الناحية الاقتصادية، فضلاً عن رغبتي فى إيضاح ما شهدته هذه الفترة من تغيرات اجتماعية، كانت هى الأساس فى بناء المجتمع الأندلسى الذى شهد تقدماً وازدهاراً فى تلك الفترة موضوع الدراسة.

 

   وقد قسمت البحث إلى ثلاثة فصول. فصل تمهيدي وفصلين رئيسيين وخاتمة. أما الفصل الأول فاستعرضت فيه تاريخ الأندلس من الحكم القوطى إلي الحكم العربى وذلك من خلال نبذة عن الأندلس وجغرافيتها ثم تطرقت لأحوال أسبانيا قبيل الفتح وما اتسمت به من انحلال وتفكك وفساد وركزت على طبقات المجتمع ومدى الثراء والسلطة اللذين تمتع بها رجال الدين والنبلاء والملك. وعلى النقيض يظهر الظلم والقهر والاضطهاد الذين عانى منهم بقية الطبقات وخاصة طبقة العبيد. وتحدثت عن الفتح العربي الإسلامى للأندلس وما تبعه من أوضاع سياسية خلال الفترة موضوع الدراسة. وأخيراً تناولت أهم المدن الأندلسية من الناحية السياسية والحضارية.

   ويتحدث الفصل الثانى عن الحياة الاقتصادية فى الأندلس وينقسم إلى أربعة عناصر وهى:

   الأول : يتناول الزراعة من حيث العوامل المؤثرة فيها إيجابياً مثل وفرة المياه وخصوبة التربة ووجود الأدوات الزراعية فضلاً عن اهتمام الأندلسيين أنفسهم بالزراعة وإجراء التجارب على التربة. أما العوامل السلبية فتمثلت فى الكوارث الطبيعية والفتن والحروب والثورات الداخلية. وتحدثت عن نظام الأراضي الموجود فى تلك الفترة. سواء كانت أراضى إقطاع أو أحباس أو ملك للدولة. وتناولت الحاصلات الزراعية مثل زراعة الحبوب والخضر والفاكهة وبعض المزروعات التى لها دور فى الصناعة مثل القطن والكتان وقصب السكر والتوت والزعفران. كما أشرت إلى الرعي والثروة الحيوانية وما يتعلق بها من تربية الماشية ثم صيد الأسماك وتربية النحل.

 

   بينما يتناول العنصر الثانى : الصناعة وأهم مقوماتها والعوامل التى ساعدت على ازدهارها، مثل وفرة المعادن ووجود الأيدي العاملة الماهرة. ثم تطرقت لأهم الصناعات سواء المعدنية منها مثل صناعة العدد والآلات الحديدية وصناعة الفخار والخزف. أو تلك القائمة على الثروة الحيوانية والغابية والزراعية. مثل صناعة الزيوت والجلود والسفن والمنسوجات والورق وغيرها. وأخيراً تناولت تنظيم الحرفيين وأوضاعهم.

 

ويتحدث العنصر الثالث : عن التجارة بفرعيها الداخلي والخارجي وأهم العوامل التى أثرت فيها. فبالنسبة للتجارة الداخلية فقد تناولت الطرق البرية والنهرية وأهم وسائل النقل الداخلي ثم ذكرت أهم المراكز التجارية والتى تمثلت فى الأسواق والقيساريات والفنادق. واستعرضت وسائل تيسير التعامل التجارى من أسعار ومقايضة واقتراض وصكوك وعملة وموازين ومكاييل. وأخيراً تناولت أهم السلع التجارية المتبادلة بين المدن الأندلسية المختلفة.

   بينما تشمل التجارة الخارجية الطرق البرية والبحرية وأهم معوقاتهما، ومناطق التبادل التجارى وكذلك الصادرات والواردات. ثم تناولت بالدراسة بعض جوانب النظام المالى فى الأندلس والذى يتضمن ثلاثة نقاط وهى الخزانة العامة وإدارة بيت المال وموارد الحاكم الخاصة.

 

وتحدثت فى الفصل الثالث عن الحياة الاجتماعية فى أربعة عناصر:

الأول : يتناول عناصر السكان من عرب وبربر ومستعربون وموالى وصقالبة ويهود، وأبرزت دور كل منهم فى الحياة الاقتصادية والثقافية فى المجتمع. ويتناول العنصر الثانى: طبقات المجتمع ودورهم فى المجتمع ومدى الترف والرخاء والثراء الذين تمتعت بهم طبقة الخاصة. ثم تحدثت عن الطبقة الوسطى وطبقة العامة ثم طبقة العبيد.

 

   ويتحدث العنصر الثالث: عن الأعياد والاحتفالات، مثل الأعياد الإسلامية والنصرانية واليهودية وأيضاً الاحتفالات الدينية والمدنية. وتناول العنصر الرابع: العادات والتقاليد التى سادت فى المجتمع الأندلسي عامة، وتمثلت فى الحياة العائلية ووضع المرأة والزي الأندلسى والأطعمة والأشربة والاهتمام بالنظافة والجمال ومجالس الأنس والطرب والشراب وكذلك وسائل اللهو والتسلية وأخيراً تحدثت عن الجنائز وطقوسها.

 

   وتضمنت الخاتمة خلاصة البحث وأهم النتائج التى أمكن التوصل إليها ومنها أن العرب المسلمين هم رائدي الحضاري الأوربية وذلك بفضل إدخالهم للعديد من الصناعات والزراعات التى لم تكن موجودة فى أوربا من قبل. كما كان للإسلام دور فى ترسيخ وتأصيل العادات والتقاليد مثل عادة ارتداء الملابس فى الأعياد بالإضافة إلى خلق جو من التواصل والتراحم بين الناس عن طريق التزاور.

وساد التسامح الدينى فى الأندلس حيث سمح المسلمون لأهل الذمة بإقامة شعائرهم الدينية وإقامة كنائسهم ومعابدهم وأن يسيروا أمورهم وفق أعرافهم وقوانينهم وشاركوهم أعيادهم واحتفالاتهم حتى أن الأعمال كانت تتعطل فيها. وكانت الأندلس البلد الوحيد فى أوربا الذى تمتع فيه اليهود بحماية الدولة ورعايتها وكانوا فيه أكثر اطمئناناً وأمانًا.

 

   وبعدفأرجو أن تكون هذه الدراسة مساهمة قليلة فى إبراز دور العرب والمسلمين فى ازدهار وتقدم المجتمع سواء فى الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية

   وفى الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أتقدم بخالص شكرى وتقديري وعظيم امتناني إلي أستاذي الجليل والعالم الفاضل الأستاذ الدكتور/أحمد إبراهيم الشعراوى أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية البنات بجامعة عين شمس، الذى تولي الإشراف عليَّ ولما أولاني به من رعاية وتوجيه طوال مدة اشتغالي بجمع المادة العلمية للبحث وكانت له اليد الطولي في إخراج هذا البحث إلى النور فجزاه الله عنى خير الجزاء ومتعه الله بالصحة والعافية وطول العمر.

 

كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير والعرفان لعضويِّ لجنة المناقشة اللذين تفضلا مشكورين بالحضور لمناقشتي في هذا البحث. فأرجو من الله أن يوفقهم وأن يمتعهم بالصحة والعافية . كما لا يفوتني أن أتوجه بخالص شكرى وتحياتي إلى كل من قدم لى يد العون من موظفى مكتبة كلية البنات ودار الكتب المصرية ودير الآباء الدومينيكان ومكتبة القاهرة الكبرى وكذلك كل الصديقات والأصدقاء. لما قدموه لى من عون فى إنجاز هذا البحث."

بيانات الكاتب

مركز النظم المتميزة  للدر وخدمات البحث العلمي مركز النظم المتميزة للدر وخدمات البحث العلمي يُعد مركز النظم المتميزة للدراسات وخدمات البحث العلمي أحد المراكز العلمية المتميزة في مجاله لما يقدمه من خدمات راقية تغطي كافة احتياجات طلاب وطالبات الدراسات العليا ، حيث يضم المركز بين جنباته كفاءات علمية عالية تم اختيارها بدقة وعناية لتقديم أفضل الخدمات الممكنة، فمنذ تأسيسه عام 1421هـ وهو يسير بخطوات واثقة لمساعدة طلاب الدراسات العليا، ومد يد العون لهم، في كافة المجالات والتخصصات ، من مختلف المراحل الماجستير والدكتوراه.
  • أرسل إلى صديق أرسل إلى صديق
  • نسخة للطباعة نسخة للطباعة
  • نسخة نصية كاملة نسخة نصية كاملة

علامات مرتبطة:

لا توجد علامات لهذا الموضوع

من اختيارات المحررين

من المقالات الجديدة

النشر العلمي في المجلات المعتمدة

النشر العلمي: يُعَدُّ أهم قناة علمية تُعنى بنشر الأبحاث المختلفة العلميَّةِ منها والإنسانيَّة، التي يسعى الباحث من خلالها إلى إيصال فكرته للباحثين والمهتمين للاطلاع والاستفادة من

تحسين كفاءة وفعالية المراجعة الداخلية لفحص عقود التشغيل في القطاع الصحي بالمملكة العربية السعودية

أحمد محمد بادي المزروعى عين شمس التجارة المحاسبة والمراجعة الماجستير 2006

المتغيرات الاجتماعية والبيئية المرتبطة بتوطين الصناعة بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية

مروان محمد سعيد كامل عين شمس معهد الدراسات والبحوث البيئية العلوم الانسانية الماجستير 2006

الآثار الاقتصادية لتطبيق نظم الإدارة البيئية علي المنشآت الصناعية في المملكة العربية السعودية

ماهر كمال فارس عين شمس معهد الدراسات والبحوث البيئية الاقتصاد والقانون الدكتوراه 2008

التحكيم في العقود الإدارية في الكويت دراسـة مقارنـة- خالد فلاح عواد العنزي

القاهــــــــــرة الحقــــــــــوق القانون العــــــام الدكتوراه 2007
Powered by ePublisher 2011