مركز النظم المتميزة للدراسات وخدمات البحث العلمي: فكرة الألوهية في الأديان الوضعية وموقف الإسلام منها فكرة الألوهية في الأديان الوضعية وموقف الإسلام منها ================================================================================ مركز النظم للدراسات وخدمات البحث العلمي on 28/08/2017 09:32:00 السيد عبد البديع محمد وافي عين شمس البنات الفلسفة دكتوراه 2004 ملخص الدراسة: الدين ضرورة إنسانية ولا يستطيع الأنسان ان يعيش بدونة حتى الذين انكروا وجود الله أصلا فلم يخلى التاريخ الإنساني في أي مرحلة من مراحلة من دين وعقيدة يدين بها الأنسان لصرف النظر عن حقيقة هذا الدين ومدى صحته وبطلانه ذلك ان الدين ضرورة عقلية ونفسية واجتماعية وأخلاقية ولا يمكن ان يعيش الأنسان سعيدا وهو بعيد عن الدين ولا يمكن ان يقوم مجتمع متماسك يحقق الأمن والأمان للناس وهو بعيدا عن الدين ولا يمكن ان تستقيم قيم الأخلاق وأصول المعاملة ألا بتوجيه من الدين والمقصود بالدين هنا هو الدين السماوي الصحيح وليست الأديان المحرفة أو الأديان الكفرية والمذاهب البشرية وعلى هذا فان قضية الألوهية لا مراء فيها لأنها قضية العقل والوحى لم ينكرها شعب من الشعوب أو يجحدها واحد من الناس فالمشكلة لم تكن الألوهية نفسها وإنما هي مشكلة التوحيد فهي التي تعرض لها المنطق السماوي لا في القران وحدة وإنما فى كل الكتب السماوية وعلى لسان كل الأنبياء والرسل لا قناع العقل البشرى بها ليتخلص من شوائب الوثنية والشرك فلقد كانت مشكلة الألوهية ولا زالت منذ خلق الله الأرض ومن عليها مثار اختلافات ومنازعات فمرة يصل الأنسان إلى معرفة حقيقية للألة الخالق فيؤمن بانة الواحد اللاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا الذي ليس له شريك ولا نديد أما عن طريق رسول أو كتاب لرسول وأما عن طريق العقل المجرد بعد ان يفكر ويصل بتفكيره إلى ان هذا العالم لابد له من خالق اكبر مما تتصوره العقول وانه هو الذى أحاط بكل شي علما وانه هو الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وانه المسير لهذا العالم ومرة أخرى يقف الأنسان عاجزا عن الوصول لحقيقة هذا الخالق الواحد وان كان الكل يؤمن بان هناك قوة اكبر من قوتهم يحنى لها الجميع ألا ان بعض أفراد البشر قد انحرفوا عن فطرة الله ووحيه السماوي وانقادوا إلى شهواتهم وأهوائهم واثبتوا الألوهية لغير الله فاتخذوا المخلوقات الهه وأربابا من دون الله ودعوها وتضرعوا لها ورجوا منها النفع والضر ومن هذه الانحرافات تكونت أمم وثنية متنوعة تعبد الهه متعددة اختراعاتها أوهامهم وعقولهم القاصرة التي لم تعد تؤمن ألا بكل محسوس المشاهد حتى في مجال الألوهية لذلك نجد ان أمثال هؤلاء لم يتركوا قوة من قوى الطبيعة ألا وجعلها اله كالاه الرعد والة الماء اله النار والة الكواكب 00000000الى غير ذلك ومنهم من عبد الحيوانات والحيوانات وأضاف الهيا صفات الألوهية وأحاطها بهالة من التقديس والإجلال بل وقدم لها والتقوس والقرابين المعبرة عن تقديسه وخضوعه لها أما لأنها حلت فيها روح اله أو على أنها الجد الأعلى للقبيلة اوعلى اعتبار أنها مصدر للقوة والانتصار وأما للخوف من هذا الحيوان أو الرغبة في الانتفاع به ومنهم من عبد احد أفراد البشر وقدم لة كل فروض الولاء والطاعة وكل الوان الخضوع والتقديس على انه اله مقدس ولذلك وصف بصفات الالة وعومل معاملة الالة على أساس انه الالة وتجسد فى صورة بشرية أو انه حلت فيه روح الالة ولم يكن التجسد الإلهي للملوك فقط ولكن كان قادة الإصلاح الذين يقومون بأدوار إصلاحية في بلادهم في بعض الأحيان معرضين لان يعتقد الناس بألوهيتهم وذلك مثل بوذا وكونفو شيوس وغيرهم هذا وقد روى التاريخ ان الاعتقادات في الوهية غير الله كان منتشرا فى أنحاء العالم الوثني القديم وخاصة البشر الذى نسبت اليهم الألوهية وخلع الناس عليهم صفات التقديس والإجلال سواء ا كان هذا فى حياتهم ام بعد مماتهم فالمصريون والهنود واليونانيين والبابليون وغيرهم كإنو يقدسون بعض أفراد البشر على أساس انهم الهه متجسدون وذلك كلة من شانه الأنزال بقضية الألوهية من المقام العالي إلى تصورات ساذجة مما قد يترتب علية الشك في الله فكانت الضرورة الشرعية تستلزم بيان موقف الإسلام من هذه الاعتقادات الفاسدة فبان ان عبادة غير الله من أنسان أو حيوان أو مظهر طبيعي أو شي من هذا القبيل بوجه عام انمار هو انحراف تاباه الفطرة النقية وتكبر على رب البرية وهبوط بمستوى العقول إلى الدرك الأسفل وإهدار لكرامة الأنسان وصدق الله اذ يقول في أمثال هؤلاء(لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها اولائك كالأنعام بل هم أضل اولائك هم الغافلون) فالدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذى استطاع اتباعه ان يحتفظوا بعقيدة التوحيد على ما كانت علية من النقاء لان الانحرافات الت وقعت فى تصورات اتباع الرسل عليهم السلام لم تبقى فى الأرض كلها من تصور صحيح للتوحيد الا التصور الذى جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالتراث اليهودي اختلط بعناصر وأفكار وثنية على الرغم من ان رسل بنى إسرائيل جاءتهم يدعوه التوحيد ولكنهم انحرفوا عن هذه العقيدة واثبتوا في كتبهم المقدسة وفى صلب العهد القديم تصورات عن الله لا ترتفع عن التصورات الوثنية كذلك فكرة الألوهية في المسيحية فبعد ان كانت المسيحية ديانة توحيد خالص كالإسلام جاء بولس فطمس نورها وجاء قسطنطين وقضى على البقية الباقية حتى أصبحت النصرانية مزيجا من الأساطير اليونانية والوثنية والرومانية والمصرية واصبح التصور المسيحي للألوهية بعيدا عن التوحيد الخالص مهما بلغت الجهود التي تبذل في سبيل تأييد فكرة التثليث أو فكرة التجسيد الإلهي أو الحلول الرباني.